في أحد الأيام وبينما كنت أتجول في أزقة المدينة لفت نظري انسان نحيف نائم في الرصيف ليس له شفيق ولارحيم ويبدوا انه متسول يسأل المارين بعض أن يشفقوا عليه أن يتصدقوا عليه ولو بدراهم معدودة ,بلغ من الكبر عتيا ولم يعد يقدر على الحركة ولم يعد يبصر أمامه ,أثارني ذلك الموقف وأحسست بشعور غريب في داخلي وأشفقت عليه ثم دنوت منه وتصدقت عليه بما قسم الله ثم سألته عن السبب الذي أوصله الى هذه الحالة ,و أليس له مأوى يأوي اليه ؟ وهل لديه أبناء ؟ وابتسم ابتسامة يملؤها الحزن والندم ,وقال :مأوى ,كان لدي أما الآن فمأواي هو الشارع أفترش الأرض وألتحف السماء ,وأنتظر الغير ليطعمني بعد أن كنت بالأمس أكسب قوتي من عمل يدي .قلت له :وماذا جرى ؟ فأخرج يدا مبتورة كان يخفيها وقال لي :كنت أعمل في احدى المعامل وكنت أتقاضى راتبا هزيلا ولكن رغم ذلك أسد به حاجياتي و أعيل عائلتي الى أن قطعت احدى الآلات يدي وتبرأ مني أصحاب المعمل وللأسف لم تكن لدي وثيقة تتبث اني كنت أعمل فيه ,بعد ذلك لزمت الفراش ولم أعد قادرا على أي عمل ,وبعد ذلك توالت المصائب وتوفيت زوجتي فحزنت لذلك حزنا شديدا , أما ابني فقد هاجر الى الغرب وكان قد أرسل الي رسالة بأنه وصل وأرسل معها بعض النقود ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره,وهاأنا بقيت وحيدا لا شفيق ولارحيم .لم يكد يكمل قصته حتى انشطر قلبي وحمدت الله على حالي ,وهذه القصة ليست الا مثالا من بين آلاف الحالات ,والمسؤول الأول و الأخير هو المجتمع ,فالى متى سنكون على هذه الحال ؟أولا يحثنا ديننا الحنيف الى التآخي والتكافل ؟ وليس المسلمون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا؟ شتانا بين الامس واليوم ,لقد حان الأوان للتغيير ولاعادة القطار الى السكة واعادة الامجاد لأمتنا الاسلامية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
شكرا