الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
وسيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
مع حلقة جديدة من سلسلة (نصائح) والتي نسعى من خلالها إلى بيان أهمية صفة الجدية في حياتنا.
التاريخ الإسلامي مليء بالنماذج الجادة التي حققت إنجازات ضخمة وسأقف اليوم على مثال واحد فقط وأقدم نبذة مختصرة جدا عنه، وأطلب من القارئ الكريم أن يقرأ بالتفصيل عن المثال الذي سنذكره لأنه فعلا يستحق القراءة.
المثال الذي سأذكره هو دولة المرابطين، وقد قامت هذه الدولة في شمال أفريقيا في القرن الخامس الهجري وقد كانت دولة ضخمة تضمّ في طياتها زهاء عشرين دولة من الدول الإفريقية في العصر الحالي.
الذي يهمني في الموضوع الجهود التي بُذلت لقيام هذه الدولة الرائعة والتي قام بها أشخاص جادون حملوا همّ دعوة الناس إلى طريق الحق، فكان من هؤلاء الجادّين الشيخ عبد الله بن ياسين رحمه الله تعالى والذي ترك تدريس العلم في المدينة وذهب ليدعو إلى الله تعالى في الصحراء، ورغم من لاقاه من أذى وتهديدات إلا أنه استمر في الدعوة إلى الله تعالى حتى يسّر الله تعالى على يديه تشكيل نواة دولة المرابطين.
أبوبكر بن عمر ويحيى بن عمر ويوسف بن تاشفين رحمهم الله تعالى هم أمثلة كذلك لأناس جادين وضعوا نُصب أعينهم الدعوة إلى الله تعالى والجهاد الصحيح في سبيل الله تعالى ومحاربة الشرك والبدع المنتشرة، فكانوا نِعم القادة لشعوبهم وحققوا إنجازات ضخمة كذلك لعل أبرزها تكوين دولة المرابطين الضخمة.
انتشرت معاني الجدية في هذه الدولة في القادة والشعوب المتواجدة في عصرها الذهبي واستطاعت بفضل الله تعالى مساعدة أهل
الأندلس بالتخلص من الصليبين ثم توحيدهم بعد أن كانوا متفرقين.
الأندلس بالتخلص من الصليبين ثم توحيدهم بعد أن كانوا متفرقين.
تاريخ دولة المرابطين من أروع صفحات التاريخ في تاريخنا الإسلامي وقد ضربت مثالا رائعا في الجدية سواء بين قادتها أو في
شعوبها فأصبحوا بذلك قادة الدنيا في زمانهم.
شعوبها فأصبحوا بذلك قادة الدنيا في زمانهم.
(نصائح) تدفعنا إلى أن نستفيد من التاريخ في تعلّم معاني الجدية من الأمم التي حققت إنجازات ضخمة بسبب جديّتها.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
شكرا